مصممون عرب وأزياء غربية
جيلٌ جديدٌ من مصممي الأزياء يبتكر أساليب عصرية وجديدة ستُحدث انقلاباً في صناعة الأزياء العالمية
بقلم: جيرالد بيرستين وسمير ردّي
نوفمبر 2003
يُعتبر "أسبوع الأزياء" Fashion Week الذي يعقد كلَّ خريف في مدينة نيويورك أهم حدث في عالم الأزياء. ففي كل عام، يجتمع مشاهير مصممي الأزياء ليعرضوا على مرأى ومسمع جمهور فضولي وصحافة ناقدة آخر ما توصلوا إليه من تصاميم. كما يحفل هذا الأسبوع، كما جرت عليه العادة، بالسهرات والعروض حيث يغتنم المصممون فرصة اشتراكهم في هذه المناسبات من أجل تسويق أزيائهم. يلعبُ هذا الأسبوع دورا لا يُستهان به في تحديد مستقبل العديد من مصممي الأزياء المحترفين والجدد على حد سواء، فلا فرق يذكر فيما إذا كان المصمم مشهورا مثل كالفين كلاين أو حديث العهد في عالم الأزياء لكي يتم عرض تصاميمه على المنصة للمرة الأولى.
مجموعة أزياء رامي قشّوع لخريف 2003 التي عرضها في مدينة لوس أنجلوس
ولهذا، اُعتبر اختيار مصمميْن عربيين أميركيين شابين لعرض أزيائهما للمرة الأولى من خلال هذه المناسبة حدثاً هاماً.
جاء ذلك بعد أن وقع اختيار شركة جين آرت Gen Art المتخصصة في الفنون والترفيه على مصمميْ الأزياء توفيق منيِّر ورامي قشّوع، اللذين يبلغان من العمر 27 عاماً ويتحدران كلاهما من أصل فلسطيني، كاثنين من ثلاثة نجوم صاعدة في عالم الأزياء لعام 2002. وتركز شركة جين آرت جهودها منذ 10 سنوات على اكتشاف مواهب شابة وجديدة في عالم تصميم الأزياء، كما تستثمر معظم وقتها في هذا المضمار.
الاهتمام الإعلامي الذي حظي به منّير وقشّوع أتاح لهما فرصة ذهبية للبزوغ كنجمين جديدين من خلال هذه الشركة التي سبق وكانت وراء اكتشاف مواهب أصيلة في عالم الأزياء من أمثال المصممين ربيكا تايلور وزاك بوسين وشوشانا الذين يحتلون اليوم موقعاً متقدماً في عالم النجومية والشهرة العالمية.
مصممة الأزياء الإيرانية الأصل بهناز صراف بور
تقول ماري جيلهار، مديرة قسم الأزياء في شركة جين آرت: "منّير وقشّوع يصممان أزياء حديثة وعملية ومثيرة للاهتمام في آن واحد، كما أنها تتماشى مع أذواق شريحة واسعة من الناس بحيث يمكن لأي شخص ارتداؤها".
ويعلّق كيفين جونز أمين متحف معهد تصميم وصناعة الأزياء Fashion Institute of Design Fashion and Manufacturing والذي يعد واحداً من أهم مدارس تصميم الأزياء في الولايات المتحدة قائلاً: "تأثير فنون الشرق الأوسط على عالم الأزياء أمر واضح ومعروف طوال القرون الماضية، خصوصاً في مجال التطريز".
ويضرب جونز مثالاً على ذلك برسوم النباتات والأزهار المأخوذة عن فنون الشرق الأوسط وحضارته التي تزين معظم تصاميم الملابس الغربية، والتي يمكن رؤية مثيلاتها محفورة على جدران المساجد أو مرسومة على صفحات المخطوطات الإسلامية.
أما الأزياء الغربية المعاصرة، فيظهر التأثير الشرق أوسطي فيها من خلال فكرة "التنورة فوق البنطال" التي انتشرت عبر الولايات المتحدة في السنوات الثلاث الماضية