هي فنانة سورية متميزة عملت منذ سنوات وبعد تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية في الدراما التلفزيونية وكذلك بالمسرح .. كما شاركت في فيلمين سينمائيين طويلين وفيلم قصير .. لفتت الأنظار .. فهي مجتهدة ومثابرة.. نحاورها اليوم لتدلي برأيها في الدراما السورية وحالة النهوض التـي تواكبها .. لويز عبد الكريم فنانة شفافة وصريحة تقول رأيها بكل شجاعة لكنها من اللواتي لهن رأي إيجابي في مسألة اشتغال الفنانين السوريين في الدراما المصرية رغم كل ما قيل ويقال:
1. بعد أن شهدت الدراما السورية نهضة متميزة .. إلى أي مدى يمكن أن تستمر بهذا النهوض برأيك؟
ج- كل القصة لها علاقة بالمادة .. إذ أنه طالما توجد أموال تدفع للعملية الفنية فهناك حالة من التطور المستمر ، وليس لدينا نقصاً بالفنانين ، وهذا كان واضحاً منذ بداية الحركة الفنية ، الفنانين عندنا لديهم المقدرة الكبيرة ، وليس لدينا أي نقص بالمخرجين ، ولا بجميع الكـوادر الفنية ، بل النقص كان مادياً ، لابد من وجود التمويل ليتكامل العمل ، ولتصرف بشكل جيد على هذا العمل الفني حتى يخرج بهذه السوية المهمة ، وهذا بالضرورة مجال لنجاح أي شيء ، وحتى لو أعطيت كل الوقت وكل الجهد فإذا لم يكن هناك تكامل مالي يغطي ذلك ، فلن يصنع العمل على أصوله .. فمرة عملت عرضاً ونشاطاً للـ (sos) قلت لهم حينها إذا المالي أكثر يكون المردود أفضل ، وبالتالي ينعكس على الأطفال .
2- ما موقع لويز عبد الكريم ضمن الدراما السورية هذه الأيام؟
ج- لم استطع أن احصل أو أصعد بأكثر من عشرة درجات أو خمسة عشر درجة وأعتبر نفسي ما زلت في بداية السلم ، لكنني راضية بذلك مع أنني أطمح لأكثر من ذلك ، والرضى هو الذي يجعلني مستمرة ، فلو لم أكن راضية لكان هناك مشكلة بيني وبين نفسي ، وأرى أنه من المناسب أن أكمل عملاً واحداً في السنة أو عملين لا أكثر في التلفزيون ، أما في المسرح فأنا مصرة أن أعمل عملاً سنوياً على الأقل .. لأن المسرح هو الذي يغذي روحي .
3- في المسرح القومي أم في الخاص؟
ج- حتى لو كان المسرح الخاص ، لأن المسرح هو الذي يقول كلمة أو يعطيني فرجة ، يوصل شيئاً للناس ، ويوصل لي أيضاً شيئاً ما .
4- ولكن أين هذا المسرح الذي تبحثين ونبحث عنه يا لويز؟
ج- أنا ضد أن نقول لا يوجد مسرح ، والمادة تلعب دوراً كبيراً جداً ، عندما يكون لدي نصاً مسرحياً مهماً يحكي عن مشكلة لها علاقة فنيا نحن كأشخاص ، فالمفروض أن أجد أحداً ما يقدم لي دعماً مادياً وهو الذي لا ألقاه على الإطلاق .. فماذا يجري؟ .. الـذي يجـري أنني آتـي – مع الأسف – بالمرتزقة ليشتغلوا بهذا العمل ، وليقبضوا أبخس الأجور ، لأن من هو قائم على العمل لا يستطيع أن يدفع الأجور لمن هم أقدر على العمل الأفضل ، على صعيد التمثيل أو الأشياء الأخرى ، من إضاءة وديكور وإخراج .
فالبعض يأتي بالمرتزقة من المخرجين الذين لا يلقون عملاً حتى يقومون بإخراج عمل مسرحي وهم لا يمتلكون خيالاً بصرياً أو فكريـاً ، حتى يقدمونه مسرحياً ، ولكـن نحـن لدينـا مسرحاً ، فهناك مجموعة من الأشخاص يصرون على أن يصنعوا مسرحاً حقيقياً ولكن ينقصهم الإعلام فلابد من التسويق للمادة المسرحية المنتجة ، وعلى المسوق أن يدفع أموالاً كثيرة من أجل ذلك وليس هناك من أحد ما يساعد في هذا المجال ، ولذلك فالمسرحيون يكتفون بالنطاق الضيق الممكن والمتاح من هنا فإن الجمهور في المسرح لا يتجاوز الـ / 500 / أو الـ / /1000/ من الجمهور ليس أكثر .
5- أمام هذه الإشكالية .. ما الحل؟
ج- لابد من الاهتمام أكثر .. أنا مع تجربة أيمن زيدان ، حيث قدم تجربة ، قال عنها الجميع أنها تجربة كوميدية من الممكن أن تقدم علـى مسرح / راميتا / أو مسرح / الخيام / أي المسرح التجاري ، لكن أنا مع أن يستقطب أيمن زيدان والممثلين الذين كانوا معه أن يستقطب الجمهـور ، أي مع أن يعود الجمهور للمسرح ، وعندما يأتي صاحب المال ليحرك جمهور المسرح ، وعندما يأتي هذا الممول ويرى الجمهور فسيكون لديـه الاستعـداد لأن يدفـع الأموال ، للإعلان والديكور والملابس والإضاءة ، ساعتها يمكن أن يكون لدينا نهضـة ما بالمسرح .
أنا مع أن نستقطب الجمهور حتى يكون هناك بعض المغريات لصاحب المال ، لأنه غير مستعد لأن يخسر .
6- وهل أنت مع الاستمرار في تقديم نصوص مترجمة على المسرح؟
ج- أنا مع النصوص المترجمة ، وكذلك مع النصوص العربية السورية ومع كل شيء ، وإذا كان النص مترجماً لكنه يحكي عن أفكار غريبة عن مجتمعنا ، مثل الأفكار الأمريكية ، ولكي يكرسها ، وهي لا تنفع المجتمع فأنا هنا سأكون ضدها ، أما إذا كان بالإمكان أن يقربها إلى مجتمعي فيمكن ساعتها أن أقبل بها .
7- أين أنت من السينما بعد أن أصبح مهرجان دمشق سنوياً ودولياً؟
ج- لدي تجربتين في السينما ، فيلمين طويلين ، وتجربة فيلم قصير ، أحدهما عرض في مهرجانات خارجية ، والآخر هنا ، أما الفيلم القصير فقد دار كل أوربا لمخـرج شاب كـان يتدرب تدريباً .. والواقع أنه لدينا مشكلة في السينما ، حيث يقولون أنه مهرجاناً سنوياً ، وأصبـح دولياً .. لكن أين هي الأفلام إذا كنا نخرج فيلماً كـل سنة أو سنتين .. وأعنـي مؤسسة السينما .. أما الحل فهو بأن يكون هناك مؤسسات خاصة أو شركات خاصة للسينما وصناعة السينما ، وهي التي تدعم السينما ، وتنتج أفلاماً بشكل خاص .
8- آخر أدوارك التي صورتيها؟
ج- نعم أنهيت مؤخراً تصوير مسلسل / الخط الأحمر / ولا يوجد لدي الآن عملاً تلفزيونياً آخر بل هناك مسرحية .. حيث أعمل مع مخرج فرنسي اسمه / جاك كريستوف سيميس / فلديه مشروعاً ( فرنسياً عربياً ) ومن إنتاج المفوضية الأوربية وأمانة دمشق عاصمة الثقافة العربية وهو عمل مشترك ، وأنا أشارك معه بهذه المسرحية والنص مأخوذ عن مسرحية يونانية .. إنه نصاً قديماً جداً ،حتى الآن لا ندري ما هو الشكل الفني الذي سيخرج بـه .. العمـل فرنسي عربـي ، هناك ممثلين فرنسيين ينطقون بالفرنسية وممثلين سوريين سيحكون باللغة العربية .
9- ألا تستهلك الدراما التلفزيونية الممثل السوري؟
ج- طبعاً تستهلك وقته وجهده ، وأعصابه ، لأن ظروف العمل لدينا سيئة جداً ، أثناء تصوير العمل وظروف تصويرنا نحن أسوأ ظروف تمثيل في الوطن العربي ، فنحن نصور بالبرد والصيف والمطر والجوع ، وأقصد بالجوع أنه حتى لو أتى الأكل أثناء التصوير فأنت لا تستطيع الأكل ، إذ أنه يأتي من أماكن بعيدة .. بالإضافة إلى الأموال والأجور التي تدفع لنا لا تكفي العمل .. مع أنه أكثر من شغل المسرح .. وخاصةً مثلي من اللواتي لا يشتغلن أكثر من عمل واحد مـرة واحـدة .. فأنا لا أستطيع كلويز أن أعمل في عمل آخر وأعصابي وفكري في عمل أول .
10- لكن هناك من زملائك من لديه إسهالاً بالعمل الدرامي؟
ج- من أجل ذلك لا نرى الفرق فأنت تنتقل إلى مسلسل آخر متفرجاً ولا تستطيع أن تميز بين هذا الدور وذاك لهذه الممثلة أو تلك وهناك من الممثلين مـن يركز على دور معيـن مثـل بسام كوسا ..فينجح بهذا العمل ، وبالتالي يحبه الناس .. بينما هنـاك آخرين لا نكهة لهـم ولا طعـم .. ومن حق بسام الملا أن يفرض على من يعمل معه في باب الحارة أن لا يعمل أعمالاً شامية لهـذا العـام .. وهذا حقه .. فأنا عملت شخصية / بدور / في جرن الشاويش وهـي شخصية شامية .. فكيف أعملها هنا ثم أعملها في عمل آخر شامي من الممكن أن تكون قريبة للشخصية الأولى ، هنا الناس ستضيع بين الشخصيتين
11- جرن الشاويش لم يأخذ حقه كما قيل؟
ج- نعم توقيت العرض لم يكن لصالحه ، ثم إنه أمام باب الحارة الذي انتظره الناس منذ السنة الفائتة ، والإعلام الذي كان أقوى ، بينما جرن الشاويش لم يحصل له ما حصل لباب الحارة وهذا هو السبب .
12- مع أنه عملاً جميلاً؟
ج- لقد أحببت النتيجة التي وصل إليها جرن الشاويش لكنه لم يأخذ حقه .
13- المال والدراما مسألة فاقعة .. خاصة بعد ( صراع على الرمال ) وحاتم علي ودبي؟
ج- هناك استثناءات ، حتى لا أظلم أحداً .. فهذا العمل له خصوصيته ولكن على العموم فالأجور لدينا قليلة .. ونجمنا لا يأخذ أجراً مثل نجم مصر .. أجورنا قليلة .. فنصف اجري انا مثلاً بالعمل المعاصر أدفعه ثمن ملابس .. بينما في كل العالم الملابس من مخصصات الإنتاج .. فتخيل أنني أدفع على ملابسي وكذلك حال زميلاتي جميعاً .. فتصـور أن تكـون الشخصية لبنت ثرية .. فكيف سأعمل الشخصية وأشتري الثياب .. ساعتها سأدفع أكثر من أجري .. إنهم لا يدفعون ثمن ملابس إلا للأعمال التاريخية .. وإذا طالبت بنسبة للثياب بالعمل المعاصر يقولون لا الثياب عليك لأن العمل معاصر .. والمعاصر من الستينيات وحتى اليوم وفي أحسن الحالات يعطونني نسبة من ثمن الثياب وليس أكثر .
14- وما قولك فيما سمعنا من إشكالات بين الممثلين السوريين والعمل في مصر والمنع ومن ثم السماح؟
ج- لست مع أن كل من يذهب للدراما المصرية يكتسب شهرة أكبر والدليل على ذلك الأعمال التي تم تصويرها في المغرب وتونس والخليج لاقت نجاحاً كبيراً .. أما القصة فهي أن الأجور في مصر أكبر من أجورنا بثلاثة أو أربع أضعاف ، فالممثل لدينا يقول: بدلاً من الاشتغال بأربعة أعمال مع التعب الكبير فيها .. يمكنني أن أعمل عملاً واحداً في مصر وأكتفي به .. إضافة إلى أنني لا أجد فرقاً بين العمل في سوريا أو في مصر فأنا ممثلة يمكنني أن أعمل في أي مكان .. مهنتي ممثلة يمكنني أن ألعب أي دور أينما كان ، فالمهم أن يكون الظرف مناسباً لي .. والقرار لنقابة الممثلين في مصر بالمنع .. قراراً جاء في لحظة عاطفية وليس أكثر .. ولا أظن أن الأمور سلبية أكثر من ذلك .